كتب فريق تحرير ميدل إيست آي أن قيادة حركة حماس نجت من غارات جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء، بينما قتل عدد من المقربين من القيادي خليل الحية. وأكد مصدر مطلع على الحركة أن جميع القيادات المستهدفة، ومن بينهم خليل الحية وخالد مشعل وزاهر جبارين، خرجوا أحياء بعد القصف، الذي جاء بينما كانوا مجتمعين لبحث المقترح الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار في غزة.

أوضح التقرير أن الغارات التي نُفذت بنحو 12 ضربة استهدفت مباني سكنية في الدوحة عند الرابعة عصرًا بالتوقيت المحلي. وأسفر القصف عن مقتل همام الحية، نجل خليل الحية، ومدير مكتبه جهاد لبّاد، فيما أصيب آخرون بجروح متفاوتة. وأكد الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن العملية قائلاً إنه استهدف قيادة حماس العليا. أما قطر فأصدرت بيانًا شديد اللهجة عبر وزارة خارجيتها، ووصفت الضربة بأنها "اعتداء جبان" و"جريمة تشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية وتهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة المواطنين والمقيمين". الوزارة شددت على أن الدوحة لن تقبل بهذا السلوك الإسرائيلي ولن تسمح بالمساس بسيادة البلاد أو استقرارها، مؤكدة أن تحقيقات تجري على أعلى مستوى.

أشار ميدل إيست آي إلى أن الهجوم أثار إدانات واسعة من الأمم المتحدة وعدة دول إقليمية، بينها تركيا وإيران والسعودية والإمارات والأردن. ووصفته هذه الأطراف بأنه تصعيد خطير يقوّض الأمن الإقليمي ويهدد سلامة المدنيين. كما لفت المقال إلى أن العملية تأتي ضمن سلسلة هجمات إسرائيلية متزامنة خلال 24 ساعة شملت تونس ولبنان وسوريا وقطاع غزة، في سابقة تكشف مدى اتساع رقعة التصعيد. ففي تونس أصاب هجوم يُعتقد أنه بطائرة مسيرة سفينة رئيسية في أسطول إغاثة متجه إلى غزة، وفي سوريا قصفت الطائرات الإسرائيلية مواقع في حمص واللاذقية، بينما شهد لبنان خرقًا إضافيًا للهدنة أسفر عن مقتل خمسة أشخاص. أما في غزة فاستهدفت الغارات أكثر من 83 شخصًا بينهم 14 من طالبي المساعدات.

اعتبر التقرير أن الضربة على قطر غير مسبوقة، إذ لم يسبق لإسرائيل أن هاجمت دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي. ويكتسب ذلك بعدًا استراتيجيًا خطيرًا، لأن قطر تستضيف قاعدة العديد الجوية، وهي أهم قاعدة أمريكية في المنطقة وتضم أكثر من ثمانية آلاف عنصر، وتشكل مقر القيادة الوسطى الأمريكية. وأشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن الغارات نُفذت بتنسيق مسبق مع الإدارة الأمريكية. قناة 12 العبرية ذكرت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على العملية، فيما أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا قال فيه إن "إسرائيل بادرت ونفذت العملية وتتحمل كامل المسؤولية عنها". ونقل الموقع عن مصادر أمريكية وإقليمية أن ترامب "بارك" الضربة، في وقت التزمت فيه بعض القنوات العسكرية الأمريكية بالصمت اللاسلكي لتسهيل العملية.

أضاف التقرير أن الغموض يكتنف نوع الذخائر المستخدمة، لكن اللافت أن الدفاعات الجوية الأمريكية والقطرية، التي تنسق عادة في مثل هذه الظروف، لم تعترض الهجوم. ويشير محللون إلى أن الوضع الأمني المتوتر بعد الهجمات الإيرانية الأخيرة قد أسهم في تمرير الغارات. كما استُهدف حي كتارا في الدوحة حيث يقيم السفير الأمريكي، ما يبرز جسامة المخاطر.

ذكّر المقال بأن التهديدات الإسرائيلية باغتيال قادة حماس في الخارج بدأت منذ مطلع الصيف، عندما نشرت صحيفة "معاريف" قائمة اغتيالات محتملة، لكن معظم المراقبين استبعدوا أن تمتد الضربات إلى الدوحة نظرًا لحساسيتها السياسية والعسكرية. إلا أن الهجوم الأخير نسف هذه الحسابات وأدخل العلاقات الإقليمية في مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر، حيث باتت إسرائيل توسّع عمليًا دائرة عملياتها لتشمل دولًا حليفة لواشنطن وتحتضن قواعدها الاستراتيجية.

خلصت المادة إلى أن هذا التصعيد يضع المنطقة أمام تحديات غير مسبوقة، إذ لم يعد الصراع محصورًا في غزة أو جبهات تقليدية كلبنان وسوريا، بل انتقل إلى قلب الخليج، حيث تتقاطع مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. وأكد التقرير أن الضربة تثير تساؤلات كبرى حول مستقبل الأمن الإقليمي، وردود الفعل الخليجية، وحدود الدعم الأمريكي لإسرائيل في مواجهة تداعيات قد تعصف باستقرار أهم حلفاء واشنطن في المنطقة.
 

https://www.middleeasteye.net/news/explosions-heard-qatari-capital-doha